في إطار زيارة العمل التي تؤديها إلى جنيف، التقت رئيسة الحكومة السيدة نجلاء بودن رمضان، اليوم، بقصر الأمم بجنيف الأمينة العامّة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) السيدة ريبيكا قرينسبان Rebaca Grynspan.
وكان الاجتماع فرصة لرئيسة الحكومة للتأكيد على التزام بلادنا ودعمها لبرامج ورؤية هذه المنظّمة، الرامية لإيصال صوت الدول النامية والأقل نموا، ولفت انتباه المجتمع الدولي إلى أولوياتها بخصوص الحدّ من اشكال التفاوت التنموي، والتسريع في إيجاد حلول للآثار السلبية للأزمات المتعددة، لاسيما المتعلّقة منها بالأمن الغذائي والطاقة والمديونية والتغيرات المناخية.
وأكّدت رئيسة الحكومة، بشأن الأزمة غير المسبوقة المرتبطة بالمديونية المفرطة للبلدان النامية، الحاجة الملحّة إلى التزام دولي جادّ وفعّال لمساندة هذه البلدان من أجل الخروج سريعا من آثار هذه الأزمات، خاصة من خلال الدعوة إلى إنشاء أطر تمويل عالمية سلسة ومراعية للأوضاع الاجتماعية والمالية المتأزّمة لهذه البلدان، علاوة على توفير أطر قانونية مرنة تمكّن من مساعدة هذه البلدان على استعادة أموالها المنهوبة والمهربة إلى الخارج، وعلى وضع أنظمة وطنية لمكافحة ظاهرة التهريب والتهرّب الضريبي.
واستعرضت رئيسة الحكومة، في هذا الصدد، الجهود المكثفة التي تبذلها تونس لاستعادة الأموال المنهوبة للشعب التونسي، وأعربت لمخاطبتها عن نيّة تونس تنظيم تظاهرة رفيعة المستوى، تساهم فيها الانكتاد من أجل وضع تصوّرات لمنظومة عالميّة ناجعة تعالج هذه الظواهر المدمرة لاقتصادات الدول النامية والأقلّ نموّا.
ومن ناحية أخرى، نوّهت السيدة بودن بالدور الريادي والحيوي الذي تقوم به السيدة Grynspan في تنسيق فريق العمل المعني بالاستجابة للأزمة العالمية المتعلّقة بالأغذية والطاقة والتمويل، الذي أنشأه الأمين العام للأمم المتحدة في أعقاب الأزمة الروسية الأوكرانية، قصد تأمين وصول الأغذية والأسمدة إلى البلدان النامية المتضرّرة.
وفي سياق ترؤّس بلادنا للدورة الثامنة عشرة للفرنكوفونيّة، سلطت السيدة بودن الضوء على المخرجات الهامّة لقمة جربة، في مجال تعزيز التكنولوجيا الرقمية كأحد رافعات التنمية، وأكّدت على الدور الموكول للمؤسسات المتخصصة في جنيف في متابعتها وتنفيذها.
كما رحبت رئيسة الحكومة بتطور التعاون بين تونس والأونكتاد في السنوات الأخيرة، ولا سيما النتائج الواعدة لبرنامج تقييم استعداد بلادنا للتجارة الإلكترونية (eT Ready)، وكذلك الأطر الجديدة التي أُطلقت مؤخراً للاستفادة من خبرة الأونكتاد في مجالات مراجعة سياسات الاستثمار، ودعم برنامج بناء القدرات التنافسيّة الذي تنظمه تونس لفائدة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
وأشارت إلى أنّه في إطار سياسة بلادنا للاستفادة من جميع مجالات التعاون المتاحة، سيتمّ، خلال اليومين القادمين، بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة، إطلاق "صندوق التّشغيل والشّباب" لتمويل مشاريع التّمكين الاقتصادي ودعم ريادة الأعمال ومختلف البرامج الدّاعمة للتّشغيل.
من جانبها، أوضحت الأمينة العامّة للأونكتاد أن دراسات وتقارير المنظّمة لا تزال تسلط الضوء على تفاقم حجم التدفقات المالية غير المشروعة، ولا سيما في البلدان الأفريقية، مما يحرمها من الموارد اللازمة لتحقيق برامجها الإنمائية، وأكدت التزام الأونكتاد بدعم جهود تونس ومساعدتها على المستوى الوطني ودفع جهودها التحسيسيّة على المستوى الدولي.
كما عبّرت السيّدة قرينسبان عن إستعداد الأونكتاد لتعزيز برامج التعاون مع بلادنا ودعمها في تنفيذ خطتها الإنمائية 2023-2025 ورؤية تونس 2035، من خلال تسهيل إجراءات انتفاعها ببرامج المنظّمة الداعمة للتنمية والاستثمار وتشجيع مشاركة تونسية مكثّفة في الدورات التكوينية وتنمية القدرات.