bann-interne

مبنى قصر الحكومة بالقصبة

الموقع:

تمثل ربوة القصبة رمزا للسلطة السياسية منذ بداية عهد الحفصيين سنة 1229 م. حيث كان هناك مقر السلاطين ومن بعدهم الدايات العثمانيين. وفي عهد الحسينيين، ورغم نقل مقر الباي إلى قصر باردو، بقيت القصبة مقر العديد من المؤسسات ومنذ أواخر القرن التاسع عشر أصبحت القصبة تضم مقر الحكومة.

اسم المعلم :

قبل أن يأخذ هذا المعلم اسم "قصر الحكومة" كان يسمى "دار الباي" في عهد الحسينيين كما سمي قبل ذلك "دار القصبة" و"دار المملكة" و" سريا المملكة" و" الدار الكبرى".

نشأة المبنى ومراحل تطوره :

عرف مبنى قصر الحكومة عدة مراحل أهمها:

  • كان المبنى يسمى " الدار الكبرى" حبّسها مراد باي (مراد الأول) لفائدة ابنه أبو عبد الله محمدالذي اشتهر باسم حمودة باشا المرادي وذلك سنة 1628م. وكان مراد الأول يشتغل خطة باي في عهد يوسف داي (1610 – 1637).
  • وسّع حمودة باشا المرادي (1631- 1666) هذا المبنى وجعل منه مقرا له ونسج على منواله أصحاب الحكم بتونس إلى غاية سنة 1705 حيث بدأ حكم حسين بن علي أول البايات الحسينيين الذي اختار قصر باردو مقرا له وتبعه في ذلك كل البايات الحسينيين.
  • أعاد حمودة باشا الحسيني (1782- 1814) بناء هذا المعلم سنة 1804 وأضاف إليه أجنحة جديدة.
  • أدخل حسين باي الثاني (1824- 1835) تحسينات على الطابق السفلي للقصر.
  • زاد أحمد باي (1837 – 1855) في زخرفة دار الباي واعتنى بهذا المبنى.
  • أضاف محمد الصادق باي (1859 – 1882) غرفة كبيرة في الطابق العلوي لإقامة الإستقبالات ويمثل جزء منها حاليا قاعة الإجتماعات للحكومة.
  • شهد مبنى دار الباي في عهد الحماية الفرنسية عدة إصلاحات أهمها التي حصلت سنة 1906 وسنة 1948 حيث تم إضافة عدة أجنحة بالطابقين العلويين.
  • ومنذ الإستقلال لم يشهد المبنى تغييرات كبيرة بل أجريت عليه عدة أعمال صيانة.

وفي أواخر السنوات 1960 ألحقت تربة الداي أحمد خوجة بقصر الحكومة وأسندت إلى مصلحة الأرشيف.

وظائف مبنى دار الباي

دار للضيافة

أصبح هذا المعلم في عهد الحسينيين بمثابة "دار الضيافة" لإيواء ضيوف الدولة من أمراء دول صديقة ومبعوثين من الدولة العثمانية.

احتفالات دينية

استخدم قصر دار الباي أيضا للقيام بالإحتفالات الدينية. وكانت البداية سنة 1841 مع أحمد باي حيث أصبح الباي يقضي ليلة المولد النبوي الشريف بدار الباي بالقصبة. وفي الصباح يشرف على الإحتفال بهذه المناسبة بجامع الزيتونة وتنتظم مأدبة بدار الباي.

وفي عهد محمد الصادق باي (1859 – 1882) أحدث موكب آخر يخص ليلة السابع والعشرين من رمضان ويتمثل في حضور الباي ختم القرآن بجامع الزيتونة بعد

 صلاة العصر وإقامة مأدبة إفطار بدار الباي.

أحداث سياسية

شهد مبنى دار الباي أيضا عدة أحداث سياسية مهمة كان أولها سنة 1857 عند إنشاء مجلس لشرح  قواعد "عهد الأمان" وهو الإعلان السياسي الهام الصادر في نفس السنة والذي أقر مبدأ الحريات العامة والمساواة. وتألف هذا المجلس من الوزراء وكبار رجال الدولة والعلماء وكان يجتمع بدار الباي.

في فيفري 1860 أنشأ الباي الوزارة الكبرى التي أخذت "دار الباي" مقرا لها.

وفي جويلية 1860 كوّن محمد الصادق باي المجلس الأكبر . وكان يتألف من 60 عضوا من بين الوزراء والأعيان ويجتمع أيضا بدار الباي.

وفي عهد الحماية الفرنسية تواصل استخدام مبنى دار الباي مقرا للحكومة التونسية يأوي مصالح الوزير الأكبر والوزراء التونسيين ومصالح الكاتب العام للحكومة التونسية.

وفي سبتمبر 1954 إلتأمت بدار الباي جولة من المفاوضات مع فرنسا للتحصل على الإستقلال الداخلي.

وفي عهد الإستقلال تواصلت وظيفة هذا المبنى كمقرّ لكتابة الدولة للرئاسة ثم الوزارة الأولى التي أحدثت سنة 1969. وشهد صدور قرارات هامة مثل الإعلان عن مجلة الأحوال الشخصية يوم 13 أوت 1956.